د. نور الحسن - الكويت
يسبب التدخين مشاكل خطيرة وشائعة كازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب و سرطان الرئة. و بما أن أول الأنسجة التي تستقبل الدخان هي أنسجة الفم و الأسنان فإنها أول و أكبر المتضررين بغازات التبغ السامة. فتزداد نسبة الإصابة بسرطان الفم و أمراض اللثة بشكل ملحوظ جدا عند المدخنين.
التدخين وأمراض اللثة:
تتراوح نسبة أمراض اللثة بين 4-8% من سكان العالم، 90% منهم مدخنين. تعكس هذه النسبة العلاقة بين التدخين وأمراض اللثة، فاحتمالية الإصابة بالتهاب اللثة عند المدخن تتضاعف 5 مرات. ان تعرض اللثة لمادة النيكوتين يقلل من جريان الدم المفيد في الأوعية الدموية و بالتالي يقلل من قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات. فتتمكن الميكروبات من تدمير اللثة و يصاب المدخن بأمراض اللثة الضارة.
وأثبتت الدراسات أيضا أن للتدخين علاقة بخفض معدل هرمون الأستروجين بالدم الذي
يؤدي إلى هشاشة العظام و بالتالي فان احتمال اصابة المدخنين بأمراض اللثة و تساقط الأسنان تكون أكبر.
كما أن المدخن أقل قدرة على اكتشاف أمراض اللثة مبكرا قبل تفاقم المشكلة. أوضح وسيلة للدلالة على التهابات و أمراض اللثة هو نزيف اللثة. لكن الحرارة الناتجة عن التدخين و تأثير مادة النيكوتين على تقليل جريان الدم في اللثة يؤديان إلى تقليل النزيف عند المدخنين المصابين بأمراض اللثة. و بالتالي لا يشعر المدخن بأنه مصاب بأمراض اللثة و لا يبادر بزيارة طبيب الأسنان لعلاج المشكلة قبل تفاقمها.
وبعد كل هذه المشاكل التي يتسبب بها التدخين على اللثة ننتهي بمشكله اكبر وهي عدم استجابة لثة المدخن لعلاج اللثة الذي يعطي نتائج جيده مع غير المدخنين.
سرطان الفم و البلعوم:
يشار الى ان مسببها الرئيسي هو مادة القطران، وتعتبر سرطانات الفم و البلعوم سادس السرطانات شيوعا. يعتبر المدخنين أكثر الناس عرضة لهذه السرطانات المخيفة. فتتضاعف احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطانات 20 مرة عند المدخنين.