[size=24][b]بسم الله الرحمن الرحيم
فيما روته الاخبار الصحيحة انه فى عصر الامام ابا حنيفة النعمان رضى
الله عنه كان هناك رجلا يهوديا اسمه الدهرى وكان يجادل اهل العلم من
المسلمين وحينما جاء الدور على ابى حنيفة اصبح مهتما حزينا فقابله
حماد الفقيه وكان من تلاميذه فحكى له عن رؤية رآها قائلا
رايت ان شجرة عظيمة كثيرة الاغصان والفروع فجاء خنزير فاكل كل
فروعها الافرعا فافتنى
فقال الامام الشجرة هى الاسلام وفروعها العلماء الذين غلبهم
الدهرى والفرع المتبقى هو انت والخنزير هو الدهرى وستغلبه باذن
الله فلما كان الصبح واجتمع القوم قال الدهرى من لى هذا اليوم
فتقدم له حماد وكان صغيرا حين ذاك وقال له هات ماعندك
فقال الدهرى من على منبر له يقولون الله واحدا فما حجتك
قال حماداتعرف العدد قال الدهرى نعم
قال حماد ابدا العدد قال الدهرى واحد اثنين ثلاثة
قال حماد بل من الاول قال الدهرى واحد اثنين
قالحماد بل من الاول قال الدهرى واحد
قال حماد بل من الاول قال الدهرى لايوجد قبل الواحد
قال حماد هذه حجتى
قال الدهرى اذا كان واحدا فلابد ان يكون موجودا فاين وجوده
قال حماد هو فى كل مكان وزمان كانتشار السمن فى اللبن ولكن لاتدركه
الابصار وهو يدرك الابصار
قال الدهرى اذا كان واحدا موجودا فلابد ان تكون له وجهه
فاين وجهته
قال حماد هب انك فى صحراء واشعلت مصباحا فالى اى وجهة نوره
قال الدهرى الى كل الجهات
قال حماد حماد كذلك الله فاينما تولوا فثم وجه الله
قال الدهرى اذا كان واحدا موجودا وله وجهة فلابد ان يكون له شأن
فما شأن الله فقال حماد لقد سألت وأجبتك وأنت على المنبر
أما يحق لى أن أجيب عن هذه من فوق المنبر؟
قال الدهرى لك هذه ونزل من فوق منبره وركب حماد المنبر
ثم صاح قائلا الواحد الموجود الذى له وجهة شأنه انه يرفع أقواما
ويضع اقواما فبهت الدهرى ولكنه برغم ذلك لم يؤمن
رحم الله حمادا وابى حنيفة وجعلنا من الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه تقبلوا تحياتى
أخوكم فقير المداحين/الشيخ عيد جاد الديروطى