just go Admin
عدد المساهمات : 562 نقاط : 2780358 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 العمر : 28 الموقع : cairo
| موضوع: لن يضيعني.... روايه شبابيه مصريه ( منقوله ) الأربعاء مارس 16, 2011 5:30 pm | |
| بصراحه أنا قريت الراوايه دي في إحدى المنتديات وعجبتني فحبيت أنقلها هيا هتكون على حلقات وأتمنى إنها تعجبكم ومتنسوش التقييم والردود الجميله [size=21]الحلقة الاولى....
إتجه شريف كعادته إلى المكان الذى يلتقي فيه مع أصدقائه بالقرب من مبنى كلية الحقوق التي يدرسون بها, فلما اقترب لم يجد غير صديقه باسم الذي ظهرت على ملامحه كل مشاعر الحنق والغضب وهو يتطلع إلى مكان ما رفع شريف حاجبيه قائلاً: [b]- فيه إيه يا ابني انت ؟!! مالك عامل زي ماتكون عايز تاكل حد قدامك!!! أدار باسم وجهه إليه وعض على شفتيه قائلاً: - انت بتقول فيها انا نفسي أكلها بسناني. - مين ديه يا بني إللي عايز تاكلها بسنانك؟!! أشار باسم بيده فالتفت شريف إلى حيث يشير فرأى فتاة تسير في هدوء وسكينه بزيها الاسلامي المحتشم بوجهاً منيراً بدون أي إضافات أو زينه إلا كل ما هو رباني متجهه إلى حيث تقف صديقاتها وانضمت لهن ليتبادلوا الحديث والضحك دون أي صوت عالي فهز رأسه ضاحكاً: - يا باسم إحنا مش هنخلص من الموضوع ده بقى...... يا ابني إلي حصل حصل ... انسى. صاح باسم في غضب: - أنسى .... صحيح هو انت همك إيه ؟ هو انت إللي إتهزئت ولا انا!!! جلس شريف بجانبه قائلاً: - سبحان الله ... حد قالك تعمل إللي انت عاملته ده.... تستاهل كل إللي يجرالك. - بقى كده. - ايوه ..كده..... بقى دي بنت تحاول تعمل معها علاقه يا أخي, يا ابني دي ما بتفوتش صلاة وانت عمرك ما ركعتها ثم كمان اخترت تكلمها وهي واقفه قدام زميلاتها وكليتها ... صحيح رد فعلها كان قاسي لكن مقبول. - يا سلام يا خويا.... وده بقى يخليها تهزئني قدام الجامعة كلها وتفرج عليا الناس. - أمال يعني تاخدك على جنب وتوشوشك في ودنك. دفع باسم شريف قائلاً: - طب إتلهي.... إتلهي, انا إللي غايظني إني اتكتمت قدامها وهي نازلة فيا تهزيء مع إني كان ممكن أرد عليها بكلام يندمها على اليوم إللي شافتني فيه. بس مش عارف إيه إللي خرسني. صمت شريف قليلاً ثم قال: - أنا عارف. التفت إليه باسم قائلاً: - إيه يا عبقري؟!! - ربنا يا عبقري. قالها في شجون غامض بينما عقد باسم حاجبيه قائلاً: - نعم يا خويا!!! - تخيل انت وهي واقفين قدام ربنا .... ربنا هينصر مين فيكم؟! أشاح باسم بوجهه بعيدا فأضاف شريف: - أكيد مش أنت طبعاً..... وده معناه ببساطه شديده إن ربنا أمسك لسانك فمنتطأتش. - طيب يا حكيم.... المهم دلوقتي أنا لازم انتقم من البنت ديه. إتسعت عينا شريف قائلاً: - تنتقم!!! - أيوة..... ما انا لازم افضحها. - تفضح مين يا بني .... دي زاعقت فيك مانتطأتش تفتكر ربنا هيسبك تفضحها ..ده انت يمكن تروح في داهية. - بقولك إيه هي يعني كانت نبي, ثم ده حتى الانبياء كان الكفار بيؤذوهم. شهق شريف قائلاً: - كفار... الله يسامحك... بتشبهنا بالكفار. أعتدل باسم قائلاً : - بقولك إيه خُلاصت الكلام .... انت معايا ولا لأ؟ أطرق شريف برأسه قليلاً ثم نظر إلى الفتاة التي بدأت تستعد لدخول محاضراتها في كلية الاداب هي وزميلاتها, وعاد ينظر لصديقه قائلاً: - وناوي تنتقم إزاي يا عبقري؟! ربت باسم على كتف صديقه قائلاً: - كنت متأكد إنك مش هتسبني.... بص يا سيدي ..إيه هي نقطة ضعف أي بنت؟! - أعتقد إنك الوحيد إللي تقدر تجاوب على السؤال ده... باعتبارك متخصص بنات. - فعلاً..... وانا هجاوبك... الحب. مط شريف شفتيه قائلاً: - الحب!!! - أكيد ..... ما فيش بنت في الدنيا مش عايزة تحب وتتحب.. وسيبك أنت بقى لما البنات تحب بتتعمي ومبتشوفش قدامها. - جميل جداً.... بس إيه علاقة ده كله بانتقامك. ابتسم باسم ابتسامة شيطانية قائلاً: - هنخليها تحب ولما تحب هتتعمي ولما هتتعمي هاقدر امسك عليها غلطه وافرج عليها الجامعة. حدق شريف في وجه صديقه ثم انفجر ضاحكاً مما أستشاط منه باسم غضباً فقال: - أنت بتضحك على إيه؟!!! هو انا قلت نكته. - يا ابني ده أنت قلت أحسن نكته سمعتها في حياتي. رفع باسم إحدى حاجبيه قائلاً: - يا سلام. - يا ابني انت حصل في عقلك حاجه بقى واحدة أول لما كلمتها هزئتك هتقوم تخليها تحبك إزاي يعني؟! - لأ يا ذكي مش هتحبني أنا. عقد شريف حاجبيه متسائلاً: - أمال هتحب مين؟!! - حتحب واحد متدين زيها طبعاً. عاد شريف للضحك فصاح باسم: - هو انا كل ماهقولك حاجه هتضحك!! - أصلك ظريف قوي النهاردة يا باسم..... انت تعرف متدينين انت ... وحتى لو تعرف .... متدين مين ده إللي ممكن يساعدك في خطة دنيئة بالشكل ده؟! زفر باسم قائلاً بصوتٍ مكتوم: - إسمعني للآخر وماتقاطعنيش ... علشان أفهمك. وضع شريف كفه على فمه قائلاً: - طيب ... اتكتمت أهو إتفضل .... فهمني. قال باسم في صوتٍ أقرب للهمس حتى لا يسمعه أحد: - اسمع يا سيدي ... نفرض إن في واحد محترم حب واحدة لكنه لسه بيدرس، يعني مايقدرش يروح يتقدملها وكل إللي يقدر يعمله إنه يبعتلها مرسال سواء بنت زيها أو حتى في جواب المهم يعرف إن كان ممكن تستناه ولا لأ. وأنا عن نفسي شوفت حاجه زي كده ونجحت تقريباً وخطب البنت بعد ما تخرج لإنها كانت لسه في السنة التانية وهو في النهائية. المهم إنه اختار الكلام الصح وهو ده إللي هنعمله .... هنبعتلها جوابات قمة في الاحترام طبعاً وأول ما نحس إنها بدأت تميل وتهتم بكاتب الجوابات نروح طالبين جواب منها أكيد هتكتبه بحرية ... نقوم إحنا بقى نطبع الجواب ونوزعه على زميلاتها في الكلية. ثم ضحك في خبث: - نفسي أتخيل شكلها لما تشوف الجواب في إيدين زميلاتها.... وساعتها ست أمة الرحمن إلي طلعه فيها قوي دي هتوقع ولا حد هيسمي عليها. هز شريف رأسه بعدم اقتناع قائلاً: - بصراحة مش مقتنع .... إيه إلي هيخلي بنت زي أمة الرحمن تقرا جوابات من شخص غريب .... ومنين هتتأكد إن الكلام صح، ده على فرض إنها هتقرا الجوابات أساساً مش هتقطعها. - معك حق.... هي فعلاً ممكن تقطع الجوابات من غير حتى ماتقراها ... لكن هتقطع كام واحد يعني.. الاول ولا التاني ولا التالت... احنا مش هنيأس ، احنا ورانا حاجه هنفضل وراها لحد ماتقرا وممكن نكتب على الظرف من بره " بسم الله الرحمن الرحيم " علشان متقطعهاش على طول تستنى لحد ما تحرقها يمكن شيطانها يوزها تقراها وساعتها مش هتبطل تقرا جواباتنا. - إحتمال .... بس انت برضه ما قولتليش مين المتدين إلي هيكتب الجوابات .. انت!!! لوح باسم بيده: - أنا إيه يا بني .. هو انا اعرف حاجه في الدين. عقد شريف حاجبيه قائلاً: - أمال مين؟!! أشار باسم إليه بسبابته: - أنت. صاح شريف : - أنا!!! - هوووش... ماتزعقش... أيوة انت... مش أنت كنت زمان بتروح المسجد وبتصلي وبتحفظ قرأن وأحاديث، يعني عندك خلفية برضه.. ولا إيه؟!! امتلأت عينا شريف بحزن عميق بعدما ذكره صديقه بهذه الفترة في حياته هامساً: - أه ..عندي خلفية. ربت باسم بسعادة على كتفه: - خلاص يبقى إتفقنا. - إتفقنا. " إتفقتوا على إيه يا شباب " تعرفوا على صاحب الصوت بسهوله الذي اقترب منهما مع إثنين آخرين فقال باسم: - أهلاً .. مدحت....منير... عمر جيتوا في وقتوكوا... ده احنا إتفقنا على حتة إتفاق اقعدوا علشان نقولوكوا إتفقنا على إيه.. بس قربوا علشان ماحدش يسمع. شكلوا دائرة وشرع باسم يشرح لهم خطته الدنيئة في صوتٍ أقرب للهمس حتى لا يسمعهم أحد بينما يتوسط دائرتهم التي قاموا بتشكيلها هم الخمسة آخر لم يشعروا بوجوده وهوالذي قال الله فيه( .... إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ). والذي أصبح يرافق هذه المجموعة غير الصالحة معظم الوقت. الحلقة الثانيه
في صباح اليوم التالي، ما أن رأى باسم صديقه شريف يقترب حتى أسرع نحوه قائلاً: - عملت إيه؟!! كتبت الجواب. - أيوه يا خويا كتبتوه.... سهرت كتير علشان اكتبوه. ربت باسم على كتفه قائلاً: - معلش ..معلش, ربنا يخليك ليا. المهم وريني كتبت إيه؟!! أخرج شريف من كشكول محاضراته الذي نادراً ما يحمله معه ظرف كتب عليه بخط جميل" بسم الله الرحمن الرحيم" انتزع باسم الظرف ليخرج الخطاب فصاح شريف: - بشويش... هتقطعه. فتح الخطاب وشرع يقرأ ما فيه وما أن أنهاه حتى ضحك قائلاً: - صدق من قال الرجل المناسب في المكان المناسب، إيه الكلام الجامد ده ياوله. - إيه ده هو عجبك؟!!... يا ادي النيله يبقى أكيد مش هيعجبها. ضحكا معاً وأضاف شريف: - انت هتوصلها الجواب إزاي؟!! - نادية هتوصلهولها. رفع شريف إحدى حاجبيه قائلاً: - نادية ... نادية مين؟!! - ديه بنت لسه في سنه أولى ... وبالتالي ماتعرفش أي حاجه عن سمعتنا إللي زي الزفت في الجامعه وما اظنش إنها هتعرف أصل دماغها فاضية, فاكرة الجامعة ضحك وتهريج وبس, وشكلها محترم يعني أنسب واحدة توصل الجواب. إتعرفت عليها مخصوص علشان المهمة ديه. - وقبلت تعرفك كده على طول. قال باسم في غرور: - هو في بنت يروح واحد وسيم زيي لحد عندها ويكلمها وترفض. ضحك شريف في مكر قائلاً: - لأ طبعاً، بس أنا بيتهيائلي إني شفت واحد شبهك راح يكلم بنت فهزئته ومسحت بكرامته الارض. صاح باسم في غضب: - بقى كده... انت قاصد تنرفزني. قال شريف في براءة: - أنا أبدا.. ليه هو الواحد ده كان أنت ولا إيه؟!!! صرخ باسم: - الاحسن أمشي من قدامك قبل ما يجرى لي حاجه. ودار ليبتعد من أمامه فصاح شريف: - طب يا عم خلاص.. انت رايح فين؟! رفع الظرف وهو يغمز له قائلاً: - هروح اقابل نادية.
وقف باسم بجانب ناديه التي كانت ترتدي حجاب قصير على ملابس ضيقة لكنها لم تكن مثيرة نظراً لنحافتها الشديدة قائلاً: - خلاص عرفتي مين إللي هتدلها الجواب. - أيوه عرفت. ترددت نادية قليلاً فقال باسم: - في إيه مالك عايزة تقولي حاجه؟!! أطرقت برأسها قائلة: - مش عارفة أنا خايفة... أنا ماعرفش البنت ديه... ولو سألتني مين صاحب الجواب هأقول إيه؟!! - تاني ..هاقعد اشرح تاني. ثم زفر في ضيق مكملاً: - يا بنتي ... انتي هتديها الجواب وتختفي من قدامها ولو مسكت فيكي قوليلها إنك مرسال من مرسال يعني بينها وبين كاتب الجواب مرسالين والمرسال الاول إللي هي بنت زيك ماقلتش مين صاحب الجواب لإنها وعدته إنها متقولش وانتي ما تعرفيش حاجه... بس الافضل إنك تختفي من قدامها ومتديهاش فرصة تكلمك ، فهمتي ولا اقول تاني. - خلاص فهمت.. ربنا يستر. لوح باسم بيده: - أنا مش عارف انتي خايفة من إيه هي هتكلك.... يالاه أهي قاعدة لوحدها بسرعه ارميلها الجواب، أنا هاراقبك من هنا واوعي تجي على هنا لما تديها الجواب امشي من أي حته تانية فاهمة. - حاضر ... حاضر. وإتجهت نادية بالفعل إلى أمة الرحمن بينما ظل باسم يتابعها من بعيد, فاقتربت منها قائلة في توتر: - السلام عليكم.... أنسة أمة الرحمن؟!! رفعت أمة الرحمن رأسها قائلة: - وعليكم السلام أيوة أنا.. أفندم أي خدمة؟! مدت نادية يدها بالخطاب قائلة: - لا أبداً أنا بس المفروض إني أوصلك الرسالة ديه. قالت أمة الرحمن في دهشة: - رسالة!!!!... رسالة إيه؟!! ومن مين؟!! - كل ده هتعرفيه لما تقريها ... أرجوكِ أنا عندي محاضرة ومش لازم أتاخر... إتفضلي. ترددت أمة الرحمن فأمسكت بالخطاب لتجد عليه البسملة وأول ما أمسكت به أسرعت نادية بالسير بخطوات سريعة من أمامها فقالت أمة الرحمن: - إستني يا أنسة. أكملت نادية طريقها وهي تقول: - أسفة المحاضرة هاتفوتني. ضاقت عيناها وهي تنظر إليها في شك ولكنها إختفت فعلاً من أمامها. عادت تنظر للخطاب والذي ليس عليه سوى البسملة فكرت أن تفتحه إلا أن اقتراب زميلاتها أثناها عن قرارها فقررت قرأته في المنزل وضعت الخطاب في حقيبتها لتستقبل زميلاتها إستعداداً للمغادرة والعودة إلى بيوتاهن.
دخلت أمة الرحمن إلى منزلها والذي لم تجد فيه كالعادة سوى زوجة أخيها الوحيد هاجر والمقربة إلى قلبها جداً خاصة إنها التي ترعى شئون المنزل منذ وفاة والداي أمة الرحمن وأخيها. استقبلتها هاجر بابتسامتها الرقيقة قائلة: - حمدلله على السلامة... ادخلي غيري هدومك لحد ما احضر الاكل. ألقت أمة الرحمن بجسدها على الأريكة قائلة: - مش هنستنى عبد الله؟ - لا يا ستي هو اتصل وقال انه هيتأخر. - ماشي. إتجهت أمة الرحمن إلى حجرتها لتغيير ملابسها ثم جلست على مكتبها حيث لم يمهلها فضولها وقتاً أكثر لتعرف محتوى الخطاب فأخرجته لتقرأ ما فيه، " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على خير البشر محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد، لا أعرف بماذا أبدأ .... فكرت كثيراً بماذا أدعوكِ فلم أجد في الوقت الحالي غير ما سمح الله به لي وهو أختي في الله ، أمة الرحمن. لا استطيع أن أخبرك من أنا فخجلي يمنعني حتى أن اعرفك بنفسي ولكني أعرفك جيداً، أعرف خلقك الرفيع وأدبك النادر..... لا أريد أن ازيد في مدحي لكِ حتى لا تُسيئي فهمي . أنا طالب في السنة النهائية بالجامعة لفتي نظري بشخصيتك الخدومة لأصدقائك وطاعتك الدائمة لأوامر دينيك وهذا ما كنت أبحث عنه دائماً.... مرة آخرى لا تسيئي فهمي، أنا لا أضمر سوءً لأحد. قد يكون مصير هذا الخطاب هو الحرق ليس إلا ولكن يكفيني أني حاولت واسمحي لي أن اكرر المحاولة ولا اظن أن في كلامي عن طريق الورق إثم خاصة إنها من طرفي فقط، كل ما في الامر أنني حقاً استحي من الوقوف أمامك وجها لوجه فماذا أقول؟!! فمازلت طالب أريد ان أجد شريكة الحياة التي تعينني في ديني ودنياي. وجدتها فيك لكن بأي حق سأقابل أهلك إن كان ليس معي ما سأقدمه ولكن بعد تخرجي سيختلف الامر كل ما أريد هو أن يطمئن قلبي...... وفي نفس الوقت لا أعرف كيف أطمئن قلبك من ناحيتي فأنتِ حتى لم ترِ وجهي. كل ما أعتمد عليه هو صفاء قلبك وشفافية بصيرتك. ولم يشجعني في إرسال هذه الرساله إلا آيه في كتب الله أرجوا ألا أكون أسأت فهمها(وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا الا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ). وأنا لا أقول إلا معروف وهذا بيني وبينك إلا إذا أردتِ أن تخبري صديقة مقربه لكِ تكون نعم المستشار لكِ.. فلا بأس لأنها طبعاً ستنصحك وإن كان ليس في صالحي ولكن أحيانا لا يستطيع المرء أن يفكر وحده. لا يبقى إلا أن أختم بقول الله تعالى ( إن بعض الظن آثم ) فلا تسيئي الظن بي. أدعكِ في رعاية الله وحفظه أخيك في الله، ش.ع " ظلت أمة الرحمن تتطلع للخطاب وتعيد قرأت بعض الفقرات ودهشتها تزيد أكثر وأكثر وظلت تعصر رأسها هامسة: - ش ع ش ع ..... انا ماعرفش حد في السنة النهائية بيبدأ بالحروف ديه. قاطع افكارها صوت هاجر: - هاي.... إنتي يا بنت بندهلك بقالي ساعة وانتي مابتروديش. رفعت أمة الرحمن رأسها قائلة: - فعلا.... أسفة جداً ماسمعتش. غمزت هاجر بعينها قائلة: - إلي واخد عقلك.... يتهنا به. ابتسمت لها أمة الرحمن ثم لاحظت هاجر الخطاب فعقدت حاجبيها متسائلة: - إيه إلي في إيديك ده؟!! إتجهت أمة الرحمن لها وأعطتها الخطاب وأكملت طريقها لمائدة الطعام و تبعتها هاجر وهي تقرأ الخطاب جلست أمامها على مائدة الطعام وما أن أنهت الرسالة حتى حدقت في وجه أمة الرحمن التي لم تأكل بل ظلت تنظر لها فقالت أمة الرحمن: - إيه رأيك يا مستشاري؟! - رأي في إيه بالظبط؟! - في الكلام إلي قرتيه!! - الكلام..... ما فيش أجمل من كده. عقدت أمة الرحمن حاجبيها فأشارت لها هاجر بسبابتها: - لكن السؤال ما يكنش كده .... السؤال يا ترى ده حقيقة ولا كدب وفشر؟!! أومأت أمة الرحمن برأسها قائلة: - فعلاً.... بس لو كان كده ليه أنا.. إشمعنا أنا؟! مطت هاجر شفتيها لعدم المعرفة ثم قالت: - ماهو لو حد عايز يرخم عليكي فبالنسبه له مش مهم السبب، المهم إنه ينجح. ظلت أمة الرحمن تنظر إليها في صمت فأضافت: - وانتي ناويه تعملي أيه؟!! هزت أمة الرحمن قائلة: - هاعمل إيه يعني ولا حاجه. - بس ده بيقول انه هيكرر المحاولة وهيبعت جواب تاني. مدت أمة الرحمن يدها لتأخذ الملعقة قائلة: - بقولك إيه أنا جعانه... ناكل وبعدين نفكر.
في اليوم التالي، وقف باسم وهو يقول بغضب: - يعني ما كتبتش جواب جديد. زفر شريف في ضيق: - يا بني إزاي عايزنا نبعت جواب.. تاني يوم كده على طول ... كده الموضوع هيتكشف، المفروض نيسيبها علشان عقلها ينشغل شويه وبعد كده نبعت جواب تاني. حك باسم ذقنه قائلاً: - انت شايف كده.. ماشي ، بس ما تخلينيش أستنى كتير . أنا عايز أخلص من الموضوع ده. ابتسم شريف قائلاً: - طيب يا خويا. عقد باسم حاجبيه ناظرا لنقطة ما خلف شريف قائلاً: - يا ساتر.... الرخم ده إللي جابوا. التفت شريف متوقعاً الشخص الذي يتحدث عنه باسم. وابتسم عندما صدق ظنه. اقترب منهما شاب يرتدي منظار طبي ألقى التحيه عليهما: - السلام عليكم... كيفكم يا شباب ..عاملين إيه؟!! قال باسم في ضيق: - كنا كويسين قوي يا أخي من شوية .... مش عارف إيه إللي تغير. وكزه شريف في جنبه مئنباً إياه بينما عقد الشاب حاجبيه ثم نظر لشريف متجاهلاً باسم وقال: - عامل إيه يا شريف ؟ وحشتني قوي. - وانت كمان يا نادر ... كنت فين اليومين إللي فاتوا دول؟ وقبل أن يجيب قال باسم: - بقولك إيه يا شريف أنا ماشي دلوقتي ومتنساش إلي إتفقنا عليه. إكتفى شريف بإيماءة من رأسه وبالفعل إبتعد باسم فقال شريف: - سيبك منه ......ماقلتليش كنت فين؟! - سافرت أنا والعيله سفريه قصيرة لبلدنا علشان عمي كان عيان، رحنا نطمن عليه. قا ل شريف بتأثر صادق: - ياه .. ربنا يشفيه، وهوعامل إيه دلوقتي؟ - الحمد لله أحسن كتير. - كويس، الحمد لله. - كنت عايز أعرف إللي فاتني من المحاضرات. ضحك شريف قائلاً: - سايب الكلية كلها وبتسألني أنا. لم يضحك نادر بل ظل يحدق في وجه شريف الذي توقف عن الضحك بدوره بعد أن شعر بالحرج فقال نادر: - انت خلاص ناوي تعيد حتى آخر سنه لك في الجامعه مش كفاية السنين إللي فاتت ده مفيش سنه نجحت فيها من غير ما تعيد. - إيه يا عم مالك داخل فيا حامي كده... إن شاء الله هنجح. - وإيه يا ترى إللي متفق عليه مع الاخ باسم؟! حدق فيه لحظه ثم أجاب: - أبداً ده موضوع شخصي. - فعلاً... يبقى أكيد عايز يئذي حد ما هو موراهوش غير الأذية. لم يجيب شريف بل ظل ينظر إليه فأضاف: - ما تخليهوش يجرك معاه في أذية الناس، أنا عارف إن انت جواك شيء طيب بس للأسف مش عايز تطلعه، خالي بالك من نفسك. ثم إستدار ليبتعد بينما يتابعه شريف.
الحلقة الثالثة
بعد عدة أيام أمسكت نادية بالظرف الجديد وهي تنظر إلى أمة الرحمن التي كانت تقف مع زميلاتها في إنتظار بدأ المحاضرة، كانت تريد أن تختار الوقت المناسب حتى لا تعطي لأمة الرحمن فرصة توجيه أي أسئلة لها. وبالفعل ما أن رأت أنهم يتحركون لدخول المدرج أسرعت الخطى نحوها ودست نفسها بينهن حتى أصبحت بجانب أمة الرحمن التي كانت تحتضن حاجياتها أثناء الدخول، فأمسكت نادية الخطاب ووضعته على حاجاتها فالتفتت أمة الرحمن لها قائلة في إستنكار: - إيه ده.!!! انتي. إكتفت نادية بابتسامة بلهاء على شفتيها وتقهقرت للوراء لتخرج من الزحام وقبل أن تتبعها أمة الرحمن أمسكت إحدى زميلاتها بذراعها قائلة: - إنتي رايحه فين أنا مابحبش نظام الحجز إدخلي معانا علشان تقعدي جنبنا. سارت معها بالفعل رغم أن عيناها ظلت تبحث عن نادية التي إختفت تماماً. عادت أمة الرحمن إلى منزلها وبعد تناول الغذاء جلست مع هاجر لشرب الشاي وقالت: - مش البنت جات رميتلي جواب تاني النهاردة. رشفت هاجر من كوب الشاي رشفة ثم قالت: - تاني.... وانتي عملتي إيه في الاولاني. - ولا حاجه.... سايباه في الدرج. - فعلا!!!... غريبة كنت فاكرة إنك هتحراقيه ومش هتسمحي للبنت ديه تديكي جوابات تانيه. عقدت أمة الرحمن حاجبيها قائلة: - أحرقه.... إنتي ما قولتليش كده. وضعت هاجر كوب الشاي على المنضدة قائلة: - لإني بثق في قراراتك... وزي ما عبد الله عودك تخدي قراراتك بنفسك المفروض أنا كمان أعمل كده، ولإن انتي أصلاً مابتحبيش حد يقولك إعملي وماتعمليش.. ولا أنا غلطانه. أمسكت أمة الرحمن بالكوب لتشرب منه دون أن تعلق بشيء فأضافت هاجر: - إسمعي يا أمة أخوكِ عبد الله لو عرف بالموضوع ده مش هيسكوت خصوصاً إنه ممكن يربطه بموضوع صاحبه عماد إلي إنتي رفضاه تماماً، ثم إستمرارك في قراءة الخطابات ديه ممكن يأثر عليكي ومافيش أبشع من إنك تتعلقي بوهم..... لأنه مجرد كلام..... الله أعلم صح ولا لأ، وانتي بس إللي هتتعبي في الأخر.... وأنا مش شايفه لده كله غير حل واحد ماتقريش الجواب الجديد وتحرقيه مع القديم، ولما تشوفي البنت ديه تاني توقفيها عند حدها وده مش صعب عليكي. ظلت أمة تشرب من الكوب دون أن تتكلم وما أن انتهت من الكوب حتى وضعته وهمت واقفه قائلة في إقتضاب: - إن شاء الله، أنا داخله أنام ماتخليش المغرب يفوتني. لم تسمع إجابة هاجر واتجهت لحجرتها مباشرةً فهزت هاجر رأسها داعيه في قلبها: - ربنا يحفظك يا أمة زي ما بتحفظيه. جلست أمة الرحمن على مكتبها تتطلع للظرف الذي أمامها والذي لم يكتب عليه إلا البسمله كسابقه كان هناك صوتان داخلها صوتً يؤيد كل كلمة قالتها هاجر وصوتً آخر يردد أن لا بأس في معرفة فحوى الخطابات فكلماته ليست مؤذيه ولكن لم ينجح أي صوتٍ منهما أن يعلو على الأخر. هزت رأسها في عنف وفتحت الدرج لتلقي بالخطاب مع سابقه وتغلق الدرج وتذهب لسريرها لتخد للنوم. استيقظت أمة الرحمن وخرجت من غرفتها لتجد أخيها عبد الله جالس في الصالة وما أن رأها حتى ابتسم قائلاً: - صباح الخير باليل. ابتسمت أمة الرحمن وجلست أمامه فقال: - أختي... حبيبتي مش هتريح قلبي. - أخويا حبيبي هو إللي تاعب قلبه. ابتسم عبد الله قائلاً: - ما انا لو متعبتش لأختي حبيبتي هتعب لمين؟ - عبد الله إختصر عايز إيه؟!!! - هاكون عايز إيه يعني؟... عايز اطمن عليكِ وعلى مستقبلك. - محسسني أكني هم على قلبك، إطمن انا بخير والمستقبل بيدي الله وحده. - طبعا..ماحدش قال حاجه، بس أنا نفسي أفهم انتي رافضه عماد ليه ؟!مع إنه صابر خالص وعايز يرتبط بكِ جداً وانا بصراحة هطمن عليكِ جداً وانتي معاه، ده شاب ممتاز وناجح.. حد يرفض شاب بالمواصفات إلي عنده.... ده... قاطعته أمة الرحمن وقالت مقلده له: - ده رائد في الشرطة زي.... لا وكمان أحسن وأنشط مني يعني هيترقى قبلي، ده غير إنه متدين وأمين ، ده حتى لما يقبض على حد بيفضل ورا القضية لحد مايتأكد من إنه مذنب ولو شك يفضل يبحث لحد ما يثبت برأته... ثم وقفت قائلة: - حفظت كلامك كله ... وماظنش إن عندك جديد، بعد إذنك قبل ما صلاة المغرب تفوتني. مط شفتيه في غضب ثم نظر إلى زوجته قائلاً: - عجبك كده... عجبك إللى هي بتعمله ده . ابتسمت له في حنان قائلة: - حبيبي كل شيء بالخناق إلا الجواز بالإتفاق، ثم ما يمكن مش هو إللي في دماغها. عقد حاجبيه مستنكرا: - إيه... مش في دماغها، هو في حد في دماغها؟ قالت بسرعة: - لأ مش قصدي... أنا قصدي مش هو يعني فتى أحلامها، يمكن مش عايزة تتجوز ظابط شرطة - نعم ... نعم.. إحنا هنغلط ولا إيه ومالهم ظباط الشرطة؟! لوحت هاجر بكفها قائلة: - ظباط الشرطة هو في زي ظباط الشرطة، هو أنا وقعني فيك وخلاني وافقت من أول مرة غير انك ظابط شرطة. أمسك كفها قائلا في جديه: - كلام بجد ، هي قالتلك كده. مطت هاجر شفتيها قائلة: - بصراحة لأ، مقلتهاش..... لكن انت عارف هي عانت أد إيه من الشغلانه ديه، والدكم رحمه الله إستشهد في مهمة من مهمات الوظيفة ديه ومع ذلك انت كمان طلعت ظابط شرطة واحنا دايما بنكون قلقانين عليك وساعات شغلك بيخدك منا كتير قوي، يعني في حاجات كتيرة أعتقد إنها بتفكر فيها..... معلش يا عبد الله الافضل تسبها براحتها....... نصيبها هيجلها إن شاء الله ، وأمة الرحمن تستاهل كل خير. هز عبد الله رأسه قائلاً: - عماد هيزعل قوي، وانا بصراحة مستخسرها في حد غيره، على كل حال أنا مش هقوله حاجه واتحجج بإنها لسه بتدرس يمكن تغير رأيها. أومأت هاجر برأسها دون أن تضيف شيئاً. جلست أمة الرحمن على مكتبها تتطلع للدرج المغلق وقد عادا الصوتان يعلوان في رأسها لكن هذه المرة هناك صوت علا عن الآخر ففتحت الدرج وقد إتخذت القرار.
بعد عدة أسابيع، ضحك باسم بصوتٍ عالي إستنكره كل من سمعه فقال شريف: - بس يا بني فضحتنا... وطي صوتك شوية. - معلش .. معلش مش قادر أمسك نفسي.... كل ما أفتكر نادية وهي بتقولي " تصدق إن هي إلي كانت بدور عليا علشان تاخد الجواب " لأ وأول ما شافتها عملت إنها مش شايفها علشان ماتحسسهاش إنها مستنيه الجواب. ابتسم شريف قائلاً: - أنا حاسس إن صحبتك ديه بتهول وعلى كل حال إنت كان عندك شك في قدراتي الكتابية. - أبداً أبداً هو أنا اقدر اقول كده، هانت يا صاحبي وهحقق انتقامي. - أنا مش شايف كده .... أهي مجرد جوابات بتقراها يعني في كل الاحوال هي مش خسرانه حاجه. - فعلاً ، بس كونها بتستناها هيخليها تنفذ طلبك وتكتبلك جواب خاصةً لما ماتبعتلهاش حاجه. مط شريف شفتيه قائلاً: - ممكن.... خاصة إني في الجواب إلي فات طلبت جواب ومعبرتنيش يمكن المرة دية تعبرني خاصة إني قولتلها إني مش هبعت تاني لو مرديتش عليا. ضم باسم قبضته وهزها في سعادة قائلاً: - إن شاء الله ربنا يهديها وترد. قال شريف في سخرية: - أقصدك شيطانها يوزها وترد. عقد باسم حاجبيه قائلاً: - المهم ترد. أمسك شريف برأسه قائلاً: - إمبارح ما نمتش كويس ... بقولك إيه انا هراوح. تشبث باسم بذراعه قائلاً: - تراوح !!! تراوح إزاي!! ما هي يمكن تجيب الجواب النهاردة. - وإيه المشكلة يعني هو أنا إلي هستلمه، هي هتديه لنادية ونادية هتسلمهولك ، وانا هشوفه بكرة .. ده لو جابته أساساً. - يعني مش عايز تشوفها لما تعرف إن المرسال بتاع نادية هو أنا. - انت لسه مصمم إنك تخليها تشوف نادية وهي بتسلمك جوابها. ضاقت عينا باسم : - طبعاً... ده بس بداية انتقامي. هز شريف رأسه قائلاً: - برحتك يا عم... إنما انا رايح انام في بيتنا... سلام. - سلام. الحلقة الرابعة
استيقظ شريف من نومه ونظر الى الساعة التي كانت تشير الى الخامسة مساءً، خرج من حجرته فلم يجد احد بالصالة لكنه رأى أن كلاً من حجرة أمه وأخته مضاءتان فقرر رؤية أمه اولاً، فتح باب الحجرة ليجد أمه أمامه تقرأ القرآن وما أن شعرت به حتى رفعت عيناه له لتمنحه ابتسامة تحمل كل حنان الام الكبير مع نظرة يشوبها بعض الحزن الدفئ، نظرة لم يكن من الصعب على شريف أن يراها حتى أنه قال في رأسه " ربنا يستر " قالت أمه: - إدخل ولا عايز عزومة. ابتسم شريف مقترباً منها ليجلس على الكرسي المقابل لها قائلاً: - إزيك يا أمي عاملة إيه؟! - الحمد لله ، بخير طول ما انت وأختك بخير. أطرق شريف برأسه دون أن يعلق فقالت أمه: - عامل إيه في دراستك؟! رفع بصره إليها مجيباً: - بخير .. الحمد لله. حدقت أمه في وجهه قليلاً ثم قالت: - ناوي تعيد السنة النهائية كمان. - لا يا أمي مش هاعيد. - سمعت الكلام ده كتير .... لكن عمره ما تحقق. قال شريف في ضيق: - هيتحقق المرة ديه إن شاء الله. زادت نظرة الحزن في عين أمه التي أدارت رأسها لتنظر لصورة معلقة على الحائط لشخص يرتدي ثوب المحاماه قائلة: - تعرف... أبوك لو كان عايش ما كنش هيعجبه إلي إنت فيه ده. ظهر الحنق والغضب على وجه شريف الذي أدار وجهه بالاتجاه المضاد للصورة قائلاً: - وهو مش عايش..... يعني مش عارف حاجه. - تفتكر؟!! أدار رأسه لأمه التي إمتلأت عيناها بالدموع مضيفة: - تفتكر إن في أي أب أو أم ماتوا مش عارفين ولادهم بيعملوا إيه ، مش عارف إن لو إبن عمل ثواب كبير بيتحط في ميزان والده ويرفع درجته في الجنة وبيسأل " من اين هذا يا رب " فيعرف إنه بسبب ولده.... قدمت إيه لوالدك من ساعة ما مات؟! إنتفض شريف واقفاً قائلاً بصوتٍ مكتوم: - وهو قدم لي إيه؟!! إتسعت عينا أمه فقالت: - قدملك كل حاجه... العلم ... الثقة... الدين... قدمك الحياة. ابتسم شريف في سخرية قائلاً: - وخدهم معاه .... لما سبني من غير حتى ما يودعني. - شريف أرجوك كفاية لحد إمتى هتفضل تلوم والدك على شيء مالوش يد فيه؟! إنت كبرت وأكيد فاهم أبوك مات في حادثة يعني عمره إنتهى لحد كده، كفاية ضياع بقى ... انا مش عارفة إنت بتنتقم من مين؟!! من أبوك ولا من نفسك؟!! أبوك كانت احلامه ليك كتيرة قوي ..كان نفسه يعلمك كل حاجه... وعلمك كتير لكن ماعرفش إيه إلي جرى لك... ده حتى لما دخلت الحقوق إلي والدك كان نفسه تدخلها علشان تطلع زيه إتصورت إنك فقت لنفسك لكن للأسف ماحصلش. كان شريف يتطلع إليها وقد حل الحزن العميق محل غضبه لكن لم يقل شيء فصاحت امه: - إنطق انا بكلمك... أغلق شريف عينيه قائلاً: - عايزاني أقول إيه.... أنا كنت على أول الطريق .... وهو كان مرشدي الوحيد في طريق مليان مفارق ومطبات وفجأه إختفى بدون سابق إنذار كان طبيعي إني أقع.... وأتوه ... وانسى ، انا فكرت الف مرة انتحر بعد ما مات لكن جبني منعني فماكنش قدامي غير إني أعيش لحد ما موت لوحدي ...واهي أيام بقضيها.... إستسلمت زي ما هو إستسلم للموت بدون مقاومة. - استعفر الله العظيم... إيه إلي انت بتقوله ده.... يا ابني هو عمره كده. - وانا كمان عمري كده . وقبل أن تقول أمه المزيد اسرع خارج الحجرة ليغلق الباب خلفه تاركاً امه يعتصرها الحزن والالم على إبنها الوحيد، وقف أمام حجرة أخته الوحيده شيرين محاولا التماسك فها هو حوار جديد مع أمه ينتهي نفس النهاية وقبل أن يمد يده على مقبض الباب وجده يفتح وسمع صوت أخته: - آه... إيه يا ابني انت خضتني.... واقف على الباب كده ليه؟ فزعتني. لوح شريف بيده قائلاً: - خلاص.... شفتي عفريت.... انتي كنتي رايحة فين؟! - أبداً رايحة أعمل شاي... زهقت من المذاكرة وقلت أخد راحه. - حلو قوي خليهم إتنين وهستناكي في أوضتك. - ماشي بس ماتلعبش في حاجه. - جرى إيه!!! هو مين الصغير هنا؟!!. يالا إمشي. إتجهت للمطبخ بينما دخل حجرتها وجلس على مكتبها الذي إمتلأ بالكتب الاجنبية حيث تدرس شيرين في السنة الثانية بكلية الالسن فمد يده يتصفح بعض الكتب فسقطت ورقة مطويه من إحدى الكتب رفعها دون إكتراث وأراد أن يعيدها فى الكتاب إلا إن فضوله دفعه ليفتح الورقة وما أن سقطت عيناه على أول كلمتين بها حتى إشتعل جسده كله غضباً وهب واقفاً " من المحب .... العاشق "... كان خطاب غرامي مليء بمصطلحات الغزل الصريحة بل وبه من الكلمات ما يثير الغرائز، أخذ صدره يعلو ويهبط غير مصدق ما يقرأه ولم يفق إلا على صوت تحطم زجاج فرفع رأسه بسرعة وقد إحمرت عيناه تماماً فرأى أخته شيرين وقد أسقطت أكواب الشاي متطلعه إليه في فزع، إعتصر الخطاب في قبضته واتجه إليها ببطء وقد بلغ غضبه مداه ، أسرعت شيرين لأحد أركان الغرفة ملتصقة بالحائط وهي تلوح بذراعها قائلة في هيستريا: - مش بتاعي ... صدقني مش بتاعي، ده بتاع واحدة صحبتي مانعرفش جالها منين .... بس .. بس هي طلبت مني إني أشيله معايا علشان والدتها بتفتش في حاجاتها دايماً...وهي بس كانت عايزة تعرف مين إلي بعت الجواب .. صدقني يا | |
|